هل يعتبر قناع الوجه إكسوسوار للموضة الجديد أم أنه مجرد حماية ؟

هل أصبح قناع الوجه في زمن جائحة كورونا وقاية أم أنه إكسسوار للموضة الجديد؟


هل يعتبر قناع الوجه إكسوسوار للموضة الجديد أم أنه مجرد حماية ؟


  يعتبر ارتداء القناع الواقي في ظل جائحة كورونا إلزاميًا في أماكن معينة كوسائل النقل العمومي وغيرها من الأماكن الأخرى التي لا تسمح باحترام التباعد الجسدي ثم تطور الأمر ليصبح إلزاميا في جميع الأماكن بدون استثناء تحت طائلة العقاب .

 من الواضح أن الأحداث قد اتخذت نطاقًا جديدًا تمامًا منذ الإعلان عن الوباء العالمي covid 19، بسبب نفاد مخزون النماذج الجراحية في المستشفيات ونقص الأقنعة من الأسواق، جعل الطلب عليها ماسا وارتدائها يوميًا مهما كانت قيمتها المادية ، مما فتح المجال للشركات التجارية الكبرى على الاستثمار فيها وتعبئة وحدات إنتاجها ؛ فهل سيصبح القناع ثوبًا مثل أي ثوب آخر؟ أم أنه مجرد إكسسوار للموضة  ؟

لقد أصبح الآن قناع  الوجه منتشرا لدى عموم الناس ، فهل ستسعى بعض النماذج إلى تمييز نفسها عن غيرها ؟ أم أن الزمان سوف يعود بنا إلى الماضي وخاصة العصور الأولى التي ظهرت فيها .

تاريخ ظهور قناع الوجه :

تبث تاريخيا أن أول أقنعة جراحية كانت تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وكان يستعمل كوقاية ضد الأمراض الخطيرة و الروائح الكريهة ، حيث ظهر بشكل بارز بين الأطباء الأوروبيين الذين حاربوا الطاعون في القرن السابع عشر.

وتجدر الإشارة أن أصول ارتداء القناع تعود إلى أقدم من ذلك وخصوصا القرن الثالث عشر حيث تبث في الحقبة الزمنية مابين (1279-1368) أن خدام البلاط كانوا في عهد أسرة يوان يغطون أنوفهم وفمهم بقطعة قماش حريرية عند تقديم الطعام للإمبراطور ، و في بداية القرن العشرين  شهدت الدول موجات وبائية كبيرة كالكوليرا والجدري والملاريا مما دفع السلطات إلى تعميم استخدام الأقنعة.

بشكل عام  لطالما نوقش ارتداء الأقنعة في بعض البلدان الآسيوية في سيول مثلا ، كثيرا ما ترسل السلطات رسائل نصية توصي باستخدامها خلال ذروة مستويات التلوث ، وخاصة في فصل الشتاء. كما تعتبر اليابان أيضا واحدة من الدول التي يظهر فيها أشخاص ملثمين ، سواء في الشوارع أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إنها ممارسة ناتجة عن عدة عوامل ، إما تكون لأسباب صحية كعدم الرغبة في نقل العدوى للآخرين في حالة وجود مرض  أو بسبب الضغط الاجتماعي الذي يدفع النساء إلى عدم إظهار وجهوهن  بدون مكياج أو إخفاء عيوب ظاهرة .

تطور قناع الوجه من وسيلة وقاية إلى موضة حديثة :

إذا كانت القاعدة إلزامية ارتداء القناع الواقي  في ظل زمن الأوبئة كجائحة كورونا ، فإن السؤال المطروح هو هل ستستمر هذه القاعدة حتى لو أصبح الفيروس  التاجي أقل تواجدًا أم أنها ستزول مع اندثاره ؟ الجواب يكون بالنفي طبعا لأننا اكتسبنا عادات لم تكن لدينا من قبل وردود أفعال جديدة، سوف تجعل مصممو الأزياء يستخدمون بدون شك هذه الإمكانية للحصول على المتعة وزيادة الأرباح ، لإنشاء نماذج بمواد جديدة.

بعض العلامات التجارية وبعض الفنانين المستقلين يشرعون أيضًا في إنشاء أقنعة ، على أقل تقدير ؛ السبب بسيط  حتى لو كان ذلك يعني ارتدائه كل يوم ، يمكننا أيضًا تمييز أنفسنا واختيار أفضلها وفقًا لأذواقنا الشخصية، وبالتالي الجمع بين الموضة والصحة .

أنواع الأقنعة الواقية :

تعتبر الأقنعة القماشية أكثر الأنواع استعمالا لدى غالبية الناس ، تأتي بعدها الأقنعة الجراحية و     N95 للمهنيين الطبيين والعاملين الأساسيين ، وبصفة عامة يمكن القول أن الأقنعة كيفما كان نوعها  ليست من الإكسسوارات العصرية ، لكنها تشغل جزءًا كبيرًا من وجهنا ، لذلك ليس من المستغرب أن يبحث الناس عن العناصر الجمالية.

الأقنعة أصبحت علامة تجارية جديدة :

لم يعد حاليا القناع لباسًا مثل أي ثوب آخر ، لكنه أصبح قادرا على نقل رسائل معينة ، وخاصة في المجالين السياسي و الرياضي، بل أكثر من ذلك أصبح  علامة اجتماعية وهوية جديدة ، يرتديها العامة لكن فئة الأغنياء غالبا ما تبحث عن أقنعة أزياء متطورة ، قابلة للتجديد وفقًا للمواسم ،  يتم خلالها مطابقة الأقنعة مع الزي أو علامة تجارية أو حسب الذوق لكل شخص،  نلاحظ أن بعض المحلات متعددة العلامات التجارية تعرض أقنعة عند مداخل مؤسساتها مثل قطع المجوهرات تستعمل كإكسسوار للأزياء وبالتالي سوف تكون المنافسة عليها أكثر حدة ويتم اقتناء أفضلها جودة ومظهرا ، إنها بالفعل أصبحت علامة تجارية جديدة وموضة لدى أغلب الفئات .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال